مئة يوم من العدوان- فشل الاحتلال وصمود المقاومة في غزة

المؤلف: ماجد أبو دياك11.21.2025
مئة يوم من العدوان- فشل الاحتلال وصمود المقاومة في غزة

بعد مرور مئة يوم على العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بلغت الخسائر الفلسطينية المأساوية نحو مئة ألف شهيد وجريح ومفقود ومعتقل، في حصيلة مروعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية.

إن هذه الخسائر الفادحة ما هي إلا جزء من تاريخ طويل من الاعتداءات والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الإرهابية، مثل الهاجاناه والشتيرن، والتي سبقت قيام الكيان الصهيوني. هذه العصابات، التي تم دمجها لاحقًا في كيان معترف به دوليًا، مارست إرهابًا ممنهجًا تحت غطاء شرعية زائفة، مستندة إلى اغتصاب الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني.

على الرغم من هذه الهجمة الشرسة، فإن العدو الصهيوني لم يتمكن من التغلب على الهزيمة المذلة التي مني بها في السابع من أكتوبر. فالمقاومة الباسلة ما زالت مستمرة في إلحاق الهزائم به، وتحرمه من تحقيق أي نصر زائف يسعى إليه.

تطهير عرقي

في عهد حكومة تعتبر الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان الغاصب، شن الاحتلال حرب إبادة جماعية، وارتكب فظائع لا تحصى ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. لقد ألحق دمارًا شاملاً وغير مسبوق ببقعة جغرافية صغيرة المساحة، لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا.

وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، وبعد مرور مئة يوم على العدوان، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 23968 شهيدًا و60582 جريحًا، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023. وإذا أضفنا إليهم حوالي 350 شهيدًا في الضفة الغربية، وحوالي 4 آلاف جريح، بمن فيهم 593 طفلًا، واعتقال حوالي 5822 شخصًا، حسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن حجم الكارثة يتضح بشكل أكبر. تجدر الإشارة إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.

قال المؤرخ العسكري الأمريكي ومؤلف كتاب "قصف للفوز": "بكل المقاييس، غزة هي بالفعل حملة عقاب مدنية شديدة. سوف يسجلها التاريخ كواحدة من أعنف العمليات التي تم إجراؤها باستخدام الأسلحة التقليدية على الإطلاق"

أكدت وزارة الصحة أن الأطفال والنساء يشكلون 70% من ضحايا العدوان، وأن الاحتلال ارتكب أكثر من ألفي مجزرة مروعة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة. وقد تم الإعلان عن اختفاء مئات العائلات الفلسطينية من السجل المدني، مما يعني إبادتها بالكامل.

أجبر القصف الوحشي، الذي ألقيت فيه 65 ألف طن من المتفجرات، ما يقرب من مليوني فلسطيني على النزوح القسري في ظروف غاية في القسوة، مما فاقم خطر المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة.

أشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى استشهاد 337 من الكوادر الصحية واعتقال 99 آخرين في ظروف بالغة الصعوبة، نتيجة للقصف والاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال. وأكد أن الاحتلال تعمد استهداف 150 مؤسسة صحية، وإخراج 30 مستشفى و53 مركزًا صحيًا عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير 121 سيارة إسعاف.

أفاد المرصد الأورومتوسطي بأن مليونًا و955 ألف فلسطيني قد نزحوا قسرًا من منازلهم ومناطق سكنهم في قطاع غزة، دون توفر مأوى آمن لهم، أي ما يعادل 85% من إجمالي السكان.

توثق إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 290 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة قد تضررت بدرجات متفاوتة نتيجة للقصف المكثف من قبل الاحتلال برًا وجوًا وبحرًا، أي ما يعادل 70% من مساكن القطاع. وقد تم تدمير 65 ألف وحدة سكنية بالكامل، بينما تمت تسوية 25010 مبانٍ بالأرض، بالإضافة إلى تدمير 145 مسجدًا و3 كنائس.

أدى القصف الهمجي إلى تدمير 95 مبنى تابعًا لمدرسة أو جامعة بشكل كلي، بالإضافة إلى تدمير 295 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وإصابة 130 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بشكل مباشر، بما في ذلك المدارس. وبحسب وزارة الأشغال العامة، فإن ما يزيد على 35٪ من المناطق الحضرية قد مُحيت عن وجه الأرض، وأكثر من 40٪ من البنية التحتية قد دُمرت بالكامل، بما في ذلك الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء والاتصالات.

في هذا السياق، كشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في الرابع من ديسمبر أن حجم الدمار الذي لحق بشمال قطاع غزة فقط نتيجة للعدوان الصهيوني المستمر يفوق حجم الدمار الذي لحق بمدن ألمانية قصفها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وأشار التقرير إلى أنه بالمقارنة مع المدن الألمانية المنكوبة في ذلك الوقت، وعلى مدار عامين كاملين بين عامي 1943 و1945، وليس شهرين فقط، أدى قصف الحلفاء لـ 61 مدينة ألمانية كبرى إلى تدمير ما يقدر بنحو 50% من مناطقها الحضرية.

تشير تقديرات مراجعة عسكرية أمريكية أجريت في عام 1954 إلى أن 7100 طن من ذخائر الحلفاء قد أُلقيت على مدينة دريسدن، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بنسبة 56% من المباني غير الصناعية، ونصف المنازل، ومقتل حوالي 25 ألف شخص.

وقال المؤرخ العسكري الأمريكي ومؤلف كتاب "قصف للفوز": "بكل المقاييس، غزة هي بالفعل حملة عقاب مدنية شديدة. سوف يسجلها التاريخ كواحدة من أعنف العمليات التي تم إجراؤها باستخدام الأسلحة التقليدية على الإطلاق".

فشل أمام المقاومة

من الواضح أن الاحتلال، من خلال حملته الهمجية على المدنيين في قطاع غزة، كان يسعى للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة، ودفعها لمطالبة المقاومين بالاستسلام. إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل الذريع، بل شهدنا نماذج متعددة من الصمود الأسطوري والتحدي البطولي للاحتلال. وأكد الشعب الفلسطيني، بكل فخر وإصرار، على استمرار دعمه للمقاومة، رغم الخسائر الفادحة التي تكبدها.

ما زلنا نشاهد تماسكًا فريدًا ودعمًا قويًا للمقاومة، تجلى في آخر تجلياته برفض العشائر والعائلات الفلسطينية للمخطط الإسرائيلي الخبيث لتسليمها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأكدت هذه العشائر، في بيانها الصادر بهذا الخصوص، أنها متمسكة بالمقاومة، وأنها صاحبة القرار فيمن يمثل الشعب الفلسطيني.

يزعم الاحتلال أنه نجح في قتل حوالي 8000 مقاوم، ودمر نطاقًا واسعًا من البنية التحتية للمقاومة، بما في ذلك الأنفاق.

لكن يبدو أن هذا الرقم محض افتراء ومبالغة كبيرة، ولم يتمكن الاحتلال من إثباته بأي شكل من الأشكال. فضلاً عن ذلك، استمرت عمليات المقاومة في المناطق الشمالية التي ادعى الاحتلال أنه سيطر عليها، بالإضافة إلى استمرار إطلاق الصواريخ التي تستهدف المناطق المحتلة عام 1948، بما في ذلك عاصمة الكيان، تل أبيب.

واجهت المقاومة الفلسطينية الرواية الإسرائيلية المضللة ببسالة وشجاعة، من خلال بث فيديوهات لعملياتها النوعية ضد جنود الاحتلال، والتي شملت الاشتباك من نقطة صفر وإطلاق قذائف الياسين 105 ضد الدروع والدبابات الإسرائيلية، وكذلك تدميرها بالعبوات الفدائية. بالإضافة إلى ذلك، قامت المقاومة بعمليات قنص للجنود ببندقية الغول، وتفجير لتجمعات جنود الاحتلال، واستدراج عدد منهم إلى كمائن محكمة في المنازل أو فتحات الأنفاق.

في هذا السياق، صرح المحلل العسكري الإسرائيلي المستقل في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، والذي سبق له أن شغل عدة مناصب رفيعة في جيش الاحتلال، بأن "القوات الإسرائيلية فوجئت عندما اكتشفت أن شبكة الأنفاق والأعمدة التابعة لحماس أكبر بنسبة تتراوح بين 500% و600% من تقديراتها". وأضاف: "إذا كان الجيش يعتقد في السابق أن هناك 500 كيلومتر من الأنفاق وحوالي 1000 بئر في كامل أراضي قطاع غزة، فإنه الآن، ومن المعروف، هناك آلاف الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الأعمدة، فهذه أرقام لا يمكن تصورها". كما تحدث الكاتب، اعتمادًا على تصريحات قادة عسكريين ميدانيين، عن "قتال معقد وعنيف في الشجاعية شمال غزة من الزقاق إلى الزقاق، وكذلك في الوسط"، وأن القتال الأعنف يدور رحاه في خان يونس.

خسائر فادحة للاحتلال

اعترف الاحتلال بمقتل 1200 إسرائيلي في هجمات السابع من أكتوبر، فيما زعم أن عدد قتلاه من الجنود تجاوز الـ 500 حتى الآن، بمن في ذلك قتلاه في السابع من أكتوبر. وما زال الاحتلال يتحدث عن بضعة آلاف جريح فقط، وهو ما تكذبه الفيديوهات والإحصائيات التي تنشرها المقاومة. فقد صرح الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" بعد مرور مئة يوم على "طوفان الأقصى" بأنه تم تدمير حوالي 1000 دبابة ومدرعة وناقلة جند، علمًا بأن عدد الجنود في الدبابة الواحدة يبلغ حوالي 4 جنود، وفي المدرعة أكثر من 10 جنود.

لم يعلن الاحتلال عن موت أي من الجرحى المصابين بجروح خطيرة، بينما تتحدث تقارير عن مشاركة مرتزقة في صفوف جيش الاحتلال، وهؤلاء لا يتم الإعلان عن قتلاهم بطبيعة الحال.

لقد مارست حكومة الاحتلال قدرًا هائلاً من التضليل والكذب، بشكل غير مسبوق، للتغطية على الفشل الذريع لجيشها. وقد استرشدت حكومة الاحتلال في ذلك بزعيمها نتنياهو، الذي نهل من ثقافة الكذب الأمريكية التي تربى عليها!

لكن هذه الأكاذيب تم فضحها بشهادات من مؤسسات الرعاية الصحية لدى الاحتلال. ومن أبرز هذه الشهادات ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الشهر الماضي عن إيدان كليمان، الذي يرأس منظمة لرعاية المحاربين القدامى المعاقين، بأن عدد جرحى الجيش نتيجة للحرب الحالية قد يصل إلى 20 ألفًا "إذا أدرجنا مصابي اضطراب ما بعد الصدمة". وأضاف: "لم يسبق لي أن رأيت نطاقًا للقتال مثل هذا النطاق، وكثافة مثل هذه الكثافة". وأشار كليمان إلى أن منظمته ضاعفت قوتها العاملة ثلاث مرات، وتستعين بمعالجين وموظفين إضافيين لمساعدة المحاربين القدامى، وترعى أكثر من 50 ألف جندي أصيبوا في الحرب الحالية وحروب سابقة.

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه سيتم الاعتراف بـ 12500 جندي كمعاقين في جيش الاحتلال، وأنه من المتوقع أن يصل حجم الطلبات إلى 20 ألفًا (وزارة الدفاع اعترفت بألفين من الجنود كمعاقين حتى الآن!).

فيما أكد تقرير نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم" عن منظمة الرعاية الصحية "كلاليت" أن "كل شخص في إسرائيل سيحتاج لنوع من العلاج النفسي!".

وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 31 ديسمبر 2023، فإن هجوم "طوفان الأقصى" أضاف 300 ألف شخص على الأقل في الكيان إلى قائمة المحتاجين للعلاج النفسي!

فيما يتعلق بالخسائر المادية، قام جيش الاحتلال بشراء قطع غيار للدبابات بقيمة 275 مليون دولار، مما يعني أن القطع المتوفرة في المخازن قد نفدت. هذا بالطبع بالإضافة إلى الدبابات التي خرجت عن الخدمة أو دُمرت كليًا، فضلاً عن الجسر الجوي من المساعدات العسكرية والذخيرة الذي وفرته له الولايات المتحدة.

من التداعيات الهامة على الكيان الصهيوني، الزيادة الكبيرة في الهجرة المعاكسة منذ السابع من أكتوبر. وقد أوردت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرًا مفصلاً صادرًا عن سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية (حكومية)، يفيد بأن هناك حاليًا هجرة معاكسة لنحو نصف مليون شخص، ولا يشمل ذلك آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين الذين غادروا البلاد!

كما أن عشرات الآلاف من الصهاينة قد هجروا منازلهم في محيط قطاع غزة وفي شمال الكيان، ولا تزال عودتهم مؤجلة إلى أجل غير مسمى، ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وترتيب تسوية تضمن عودتهم دون التعرض للهجمات والقصف في المستقبل.

وفيما يخص الوضع الاقتصادي، أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن إسرائيل سجلت عجزًا في الميزانية بلغ 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بفائض قدره 0.6% في عام 2022، وعزت ذلك إلى الزيادة الكبيرة في الإنفاق الحكومي لتمويل الحرب على غزة.

توقع محافظ بنك إسرائيل المركزي، أمير يارون، أن تبلغ تكلفة الحرب على غزة 210 مليارات شيكل (56 مليار دولار) للدفاع والتعويضات للنازحين من بيوتهم في الجنوب، بسبب عمليات المقاومة الفلسطينية، أو الشمال، بسبب الصواريخ التي تستهدفهم من لبنان.

مقاومة فاعلة وفشل للاحتلال

وهكذا، على الرغم من الخسائر الفادحة في صفوف الفلسطينيين، وخاصة بين المدنيين العزل، فإن المقاومة الفلسطينية ما زالت صامدة وقوية وفاعلة، وتلحق الخسائر الجسيمة بقوات الاحتلال الغاشم، مما يشير إلى استمرار فعالية منظومة القيادة والسيطرة فيها. كما أن فاعلية كتائبها المقاتلة تؤكد على قدرتها على الصمود لأشهر قادمة.

يزعم الكيان الصهيوني أنه سيستمر في ملاحقة المقاومة وفق ترتيبات "المرحلة الثالثة" مع الولايات المتحدة، والتي تشمل تقليص تواجد قوات الاحتلال، والتركيز على استهداف المقاومة، وتخفيف استهداف المدنيين.

لكن الكيان الصهيوني يعاني من فشل ذريع في تحقيق هدفيه المعلنين: القضاء على حركة حماس، واستعادة الأسرى. وتكابد حكومة نتنياهو الأمرين للحفاظ على تماسكها في ظل الصراعات الحادة بين أقطابها، نتنياهو وغانتس، والخلافات العميقة بين نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، فضلاً عن تصاعد الخلافات مع الإدارة الأمريكية فيما يخص التعامل مع السلطة الفلسطينية أو مخطط ما بعد الحرب.

في هذا السياق، صرح مارتن أنديك، السفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيوني، بأن "إسرائيل تشهد اليوم نقطة تحول حاسمة، مع بدء الصحفيين البارزين بإخبار جمهورهم بما لن يقوله لهم رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو". وأشار في منشور على منصة إكس إلى أن "ما لا يقوله نتنياهو هو أن حماس مصابة بكدمات، لكنها لن تهزم"، معتبرًا أن أفضل ما يمكن أن تفعله "إسرائيل الآن هو التفاوض على عودة الأسرى بثمن باهظ".

كما صرح نائب الكنيست عن حزب "يش عتيد"، الكاتب المعروف عوفر شيلح، في حديث للقناة 13 العبرية، بأن "استمرار القتال بالطريقة الحالية لن يؤدي لتحقيق أهداف الحرب، لا تدمير حماس ولا استعادة المخطوفين". وأضاف: "هذا ليس فقط بسبب تراجع أو فقدان غطاء الشرعية الدولية، بل لأنه يخطئ من يعتقد أن الجيش، بما تبقى من وقت (المهلة الأمريكية حتى نهاية الشهر لتقليص استهداف المدنيين)، قادر على التنقل من مكان لمكان، وقتل هذا "المخرب" أو ذاك، وتدمير فتحة نفق هنا ونفق هناك. هذا غير ممكن، ويضاف لذلك الكلفة الباهظة للحرب. هذا لن يتحقق، وكل تاريخ الحروب الإسرائيلية يؤكد هذه الخلاصة".

أما رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، الجنرال في الاحتياط تامير هايمان، فقد صرح في مقال نشره في القناة 12 العبرية بأن "الحرب على غزة ستطول، وأن أي نتيجة لن تمحو عار السابع من أكتوبر، مؤكدًا على أن تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي لن يتحقق إلا بتسوية سياسية طويلة الأمد".

كل هذه المؤشرات تؤكد بشكل قاطع استحالة تحقيق الاحتلال أي نصر حقيقي على المقاومة الفلسطينية، وأنه، في ظل فشله الذريع في إطلاق سراح أي أسير بالقوة، سيضطر في نهاية المطاف إلى القبول بصفقة تبادل.

وهذا ما يفسر سلوك حكومة الاحتلال في البحث عن هدنة أو وقف لإطلاق النار مؤقت، تحت ضغط أهالي الأسرى وقادة الكيان السابقين وكتاب الرأي المعروفين والعسكريين القدامى، في ظل تمسك المقاومة بموقفها الثابت بأنه لا يمكن إطلاق سراح الأسرى إلا بوقف إطلاق النار بشكل كامل ونهائي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة